ينص البيان على التالي:
نتابع بقلقٍ تدهور الأوضاع المائية في بلاد الرافدين، التي بلغت حدود الخطورة القصوى، حيث تهجّر خلال الفترات الماضية الآلاف من المواطنين حسب تقارير منظمة الهجرة الدولية- في شمال و وسط وجنوب العراق- مرّ هذا الصيف بانخفاض شديد في مناسيب حوضي دجلة والفرات وروافدهما في العراق، وقُدر الانخفاض بنسبة 60% بسبب سياسة دول المنبع غير المستدامة و المتجاهلة لأوضاع المياه في العراق، أدى هذا الانخفاض إلى خسارة 50% من الخطة الزراعية الوطنية، ثم أدى إلى تدهور أساليب توزيع المياه داخليًا حيث جفّت أهوار الحويزة بنسبة 100% فيما تراجعت مناسيب اهوار الجبايش إلى أكثر من 50%.
ان تصريحات المسؤولين التي تحاول بعث الطمأنينة في نفوس المواطنين، ما هي إلا تصريحات غير واقعية ولا يمكن طمأنة المواطنين المزارعين أو أصحاب المواشي أو الصيادين حيث شاهدوا تصحّر اراضيهم ببطئ، ومصرع حيواناتهم إثر العطش، ونفوق الاسماك إثر شح المياه والتلوث، كما لا يمكن طمأنة الخبراء لأنهم يعرفون تمامًا حجم الخطر المحدق، ولا يمكن بناء علاقة مع المجتمع المدني في العراق مع هكذا تصريحات، تكون أساسًا لبناء تعاون للانطلاق للعمل مع المجتمعات المحلية.
وفي ظل هذه الازمة الكبيرة تدعو جمعية حماة نهر دجلة منظمات المجتمع المدني والنشطاء والسكان المحليين لتوقيع البيان ادناه. نعيد اطلاق حملة عراق بلا رافدين، والتي اطلقناها سابقا في عام ٢٠١٨، في تعبير حقيقي لما يمر به الواقع المائي في العراق و بمختلف تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، للضغط على صانع القرار من أجل التحرك العاجل والمنظم لإيجاد معالجات حقيقية للأزمة، من خلال التفاوض مع دول الجوار للحد من سياساتها المضرة لنهري دجلة والفرات وإدارة ملف المياه في داخل العراق، إدارة صحيحة تضمن وصول الحصص المائية العادلة لجميع المدن العراقية خصوصا مناطق الاهوار، التي تعاني بشكل كبير من الجفاف ولسنين متتاليه مما أثر وبشكل كبير على التنوع الاحيائي فيها وأدى الى هجرة سكان الأهوار إلى المدينة.
لطالما بيّن الخبراء العديد من الحلول، من خلال مطالب، تتلخص بتوزيع حجم الضرر بين المدن العراقية، ورفع التجاوزات على نهري دجلة والفرات، ومطالبة دول المنبع بحصص مائية عادلة للدول المتشاطئة.
وفي الختام، يؤسفنا كثيرًا أن نردد جملة "عراق بلا رافدين" ونتمنى أن يعود عراقًا برافديه، عراقًا مستدامًا وموطنًا للزراعة والثروات الحيوانية وتنوّع أساليب الحياة، كما إننا نشدد على ضرورة تبني خطة استراتيجية واضحة تضمن مصالح المواطنين، وعدم التلاعب بالخطط من أجل أهداف غير استراتيجية وغير مستدامة ستشكل عبئًا كبيرًا في المستقبل مضافًا إلى أزمة المياه الحالية.
العراق - بغداد | ٢١ ايلول ٢٠٢٢
حماة دجلة
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقعنا الالكتروني وحساباتنا علي منصات التواصل الاجتماعي من خلال الرابط: https://linki.st/humatdijlah
يمكنكم التواصل معنا عبر الايميل : Humat.dijlah@gmail.com , Info@humatdijlah.org