1 - استخدمت البشرية منذ فجر التاريخ معادن كثيرة كالذهب والأحجار الكريمة في أغراض شتى لكنها لم تعرف من بين معادن الأرض معدنا أثر فيها بصورة مباشرة منذ فجر حياتها كما أثر فيها الملح الصخري. ورغم اكتشاف ما يقارب من ألفي معدن تتفاوت فيما بينها من حيث النفع والجدوى فإن الملح الصخري ظل على حاله من النفع الكبير والأهمية القصوى في حياة الناس.

2 - يتكون الملح الصخري من كلوريد الصوديوم أما الكلور فإنه يدخل في تركيب حمض الهيدروكلوريك الذي تفرزه المعدة على الطعام فتحوله من مواد معقدة التركيب الى مواد بسيطة كي يتمكن الجسم من امتصاصها والاستفادة منها، وهذا ما يعرف بعملية الهضم، أما الصوديوم فانه يلعب دورا رئيسيا في نقل اشارة أعصاب الحواس الى المخ، وجدير بالذكر أن جسم الإنسان البالغ يحوي مائة جرام تقريبا من الملح، يفقد ربعها يوميا عن طريق البول والعرق الأمر الذي يتطلب تعويض هذا النقص باستمرار وإلا تعرض لأمراض قد تؤدي الى الوفاة.

3 - من نعم الله أن الملح الصخري ليس من الثروات المعدنية النادرة ؛ بل هو من الثروات المعدنية المتوفرة التي لا يسري عليها عامل النضوب مهما زادت كمية الاستهلاك؛ فالملح الصخري يدخل ضمن اطار يعرف بالمعادن المتجددة؛ لأنه يمكن الحصول عليها بصورة دائمة من مياه البحار والمحيطات، حيث يشكل الملح الصخري أكثر من 75% من مجموع الأملاح المذابة فيها. وللحصول على الأملاح من مياه البحار فلابد من وجود بيئة بحرية مناسبة لترسيب الأملاح ومن هذه البيئات الأحواض الملحية وهي عبارة عن أحواض مجاورة لساحل البحر، ومن البيئات المناسبة أيضا البحيرات الشاطئية حيث يمكن من خلالها إقامة ملاحات بحرية صناعية