طفل الشوارع هو الطفل الذي وجد نفسه دون مأوى ولا مكان يُرحب به سوى الشارع، ولا آذان تستمع له سوى من هم مثله، هو الطفل الذي يعمل من أجل البقاء ، هو الطفل الذي يترك بيت أسرته ويفر إلى الشارع بين الحين والآخر ليقضي بعض الليالي بعيداً عن قسوة الأهل أو هربا من الاكتظاظ أو الاعتداء أو الفقر.• يُعد الفقر من أهم الأسباب التي تدفع الناس إلى تشغيل أطفالهم ، فالكثير من المجتمعات التي تُعاني من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية تدفع بأطفالها إلى العمل من أجل تحميلهم مسئولية الإنفاق على البيت والأسرة في ظل وجود متطلبات كثيرة لا يستطيعون تلبيتها إلا من خلال ذلك ، وعلى الرغم من أن هذا السبب يُعد مقنعا لمن يدفع أبناءه الصغار للعمل ، إلا أنه في عُرف المجتمع وعاداته وقيمه لا يعد امرا إيجابيا ولا قرارا سليما، فمن الظلم تحميل الأطفال مسئولية الإنفاق على الأسرة وتحمل أعباءها المادية، فكثير من الذين يدفعون أطفالهم للعمل يكون دافعهم في ذلك الطمع والرغبة في الحصول على مزيد من المال على حساب راحة اطفالهم وسعادتهم وصحتهم النفسية والجسدية، وعلى الجانب الآخر نجد بعض الأسر وهم قلة من يضطرون إلى ترك أطفالهم للعمل في سن صغيرة لجعلهم يتحملون المسئولية ، لذا فعمالة الأطفال أغلبها سيء وبعضها حسن، وقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات أن أسباب توجه الأطفال العاملين للعمل تعود إلى عاملين أساسيين هما، العامل الاجتماعي والعامل الاقتصادي ، وهذا التباين يختلف من مجتمع لآخر • وبسبب تفاقم تلك المشكلة والآفة الاجتماعية اتجهت الأنظار الدولية إلى إيجاد حلول لتلك المشكلة ، ولكن للأسف هناك بعض العوائق التي تحول دون إيجاد الحل وعلى رأسها إنكار بعض الدول لوجود المشكلة لديهم ، مما يؤدي إلى صعوبة عمل إحصائيات دقيقة ، لذا توجب على المنظمات الإقليمية العمل على إيجاد حلول واقعية لتلك المشكلة ، فتزايد المال في يد الاطفال هو ما زاد الطين بلة ، وذلك لوجود السلع الاستهلاكية في متناول الاطفال
